- الأول
- الثاني
- الثالث
- الرابع
- الخامس
- السادس
ال" أنا" لقاء بين نماذج
في مرات كثيرة عندما نتحدث عن أشخاص فإننا نقوم بإلصاق العلامات لهم: إنه من نوع أو نموذج كذا... أي أننا نأخذ صفة واحدة ونعتبرها هي المسيطرة لدى ذلك الشخص: هو بسيط، إنه سمين... إنه شخص كثير النسيان، إنه شخص ثرثار... إنه خجول، إنه مشاغب وما شابه. في المحاولة لتمييز شخص ما بناء على صفة واحدة بارزة فيها يكون طمس للصفات الأخرى وتجاهل لمركبات "الذات". إن مجرد وضع العلامة على الشخص تؤثر على مفهوم الفرد، وتوجّه سلوكه. الحقيقة هي أن في كل واحد منا عدة "نماذج" فأحيانًا نحن سكوتون، وأحيانًا تلازمنا غريزة الثرثرة فلا نستطيع التوقف عن الحديث، أحيانًا نكون كثيري النسيان، ولكن هناك أشياء نتذكرها دائمًا، أحيانًا تسيطر علينا غريزة "البساطة" وأحيانًا غريزة المشاغبة. إن قدرتنا على المزاوجة بين نماذج كثيرة مختلفة في داخلنا هي مرحلة عالية من سيرورة التعرف إلى "الذات"، لربما هي صفة ال "أنا" البالغ أكثر – ذلك الذي نطمح في الوصول إليه.